قال: كل ذلك قد كان، وفررت منكم لمّا خفتكم، فأكرمني الله بالنبوة، وبعثني رسولاً إليكم..ويقال: لم يجحد حقَّ تربيته، والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر اللَّهُ بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره. ولكن إذا كانت تربية المخلوقين توجِبُ حَقّاً فتربيةُ اللَّهِ أوْلَى بأن يُعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها.قوله: {فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ}: يجوز حَمْلُه على ظاهره، وأنه خاف منهم على نَفْسِه. والفرارُ- عند عَدَمِ الطاقة- غيرُ مذمومٍ عند كلِّ أحد.ويقال: فررت منكم لمَّا خِفْتُ أن تنزل بكم عقوبةٌ من الله لِشُؤْمِ شِرْكِكِم، أو من قول فرعون: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِى} [القصص: 38].