سورة الشعراء - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


قال: كل ذلك قد كان، وفررت منكم لمّا خفتكم، فأكرمني الله بالنبوة، وبعثني رسولاً إليكم..
ويقال: لم يجحد حقَّ تربيته، والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر اللَّهُ بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره. ولكن إذا كانت تربية المخلوقين توجِبُ حَقّاً فتربيةُ اللَّهِ أوْلَى بأن يُعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها.
قوله: {فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ}: يجوز حَمْلُه على ظاهره، وأنه خاف منهم على نَفْسِه. والفرارُ- عند عَدَمِ الطاقة- غيرُ مذمومٍ عند كلِّ أحد.
ويقال: فررت منكم لمَّا خِفْتُ أن تنزل بكم عقوبةٌ من الله لِشُؤْمِ شِرْكِكِم، أو من قول فرعون: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِى} [القصص: 38].


ذَكَرَ فرعونُ- من جملة ما عدَّ على موسى من وجوه الإحسان إليه- أنه استحياه بين بني إسرائيل، ودفع عنه القتلَ، فقال موسى: أو تلك نعمة تمنها عليَّ؟ هل استعبادُك لبني إسرائيل يَعَدُّ نعمةً؟ إنَّ ذلك ليس بنعمة، ولا لَكَ فيها مِنَّة.


نَظَرَ اللعينُ بجَهْلِه، وسألَ على النحو الذي يليق بِغَيِّه؛ فسأل بلفظ {ما}- وما يُسْتَخْبَرُ بها عمَّا لا يعقل، فقال: {وَمَا رَبُّ الْعَالَِمِينَ}.
ولكنَّ موسى أعرض عن لفظه ومقتضاه، وأخبر عمَّا يصحُّ في وصفه تعالى فقال:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8